لمحة عن تاريخ شبكة الإنترنت

بدأت شبكة الإنترنت في أواخر الستينات (1969 م) كاختبار لشبكة تجريبية مؤلفة من أربعة حواسيب في عدة جامعات أمريكية ، أجرته وكالة المشاريع والأبحاث الدفاعية المتقدمة DARPA (Defense Advanced Research Agency)
التي أصبحت لاحقا وكالة مشاريع الأبحاث المتقدمة (Advanced Research Project  Agency
في وزارة الدفاع الأمريكية والتي تأسست عام 1957 م ردا على القمر الصناعي السوفيتي الأول في أوج الحرب الباردة بين القوتين الأكبر في العالم في ذلك الوقت.  بناء عليه قامت وزارة الدفاع الأمريكية بإنشاء أول شبكة معلومات لوصل الإدارة العامة مع إدارة القوات المسلحة وسميت شبكة (ARPA) أو (ARPANet ) وكانت هذه الشبكة تتألف من عدد قليل من الحواسيب البعيدة جغرافيا ، والهدف من هذه الشبكة أن تصمد في وجه هجوم نووي ، وبحيث تبقى قادرة على العمل حتى إذا تعطل عدد من المضيفات (Hosts) .
وكان هناك قلق من طبولوجيا الشبكات الحاسوبية الموجودة في حينها ، والتي تقوم على أساس استخدام حاسوب مركزي واحد مع عدة محطات طرفية،  والتي قد تصبح غير قادرة على نقل المعلومات في حال نشوب حرب نووية ، حيث وضع احتمال إصابتها وخروجها عن الخدمة (خصوصا حال تعطل الحاسوب المركزي " المخدم" ) .

صممت شبكة أربا بطريقة خاصة تدعى طريقة إعادة التوجيه الديناميكي  (Dynamic Re-routing ) والتي تعتمد على بقاء الشبكة واستمراريتها في العمل دون توقف حتى في حال حدوث انقطاع في إحدى الوصلات أو تعطلها عن العمل ، وعندها تقوم الشبكة بإعادة توجيه حركة مرور البيانات إلى وصلات أخرى احتياطية ، وكان تصميم هذه الشبكة يشترط أن تعمل حتى في ظل حدوث أي عطل يصيب حاسوبا أو حاسوبين ، وقد اعتمدت العديد من المؤسسات التخصصية تطبيق هذه التقنية في ربط حواسيبها فيما بعد ، حيث إنها تضمن وصول المعلومات بين أطراف الشبكة دون أي عرقلة في منطقة وسط الشبكة .


ويعود النجاح في هذا الأسلوب من الربط إلى استخدام تقنية التبديل الرزمي  (Packet Switching) بدل التبديل الداراتي السابق (Circuit Switching) المستخدمة خصوصا في شبكة الهاتف والتي تشترط وجود دارة دائمة ومكرسة بين المرسل والمستقبل طالما هناك اتصال ، بينما تقسم المعطيات المرسلة في تقنية التبديل الرزمي إلى عدة رزم تختار عدة مسارات بين عقد الشبكة لتصل إلى وجهتها .
وفي عام 1973 م  ربطت الشبكة (ARPANet) مع أوربا .. كما هو موضح في الصورة 👇